مسجد جواثا التاريخي.
مسجد جواثا التاريخي.
-A +A
حنين يامي (الدمام) OKAZ_online@
تزخر محافظة الأحساء بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية التي تعود إلى آلاف السنين، وما زال بعضها باقياً إلى اليوم. ومسجد جواثا التاريخي يعد أحد أقدم المعالم المعروفة في الأحساء، إذ يعود تاريخه إلى بداية العصر الإسلامي، ويعتبر من أوائل المساجد التي شُيّدت، وهو ثاني مسجد في الإسلام أقيمت به صلاة الجمعة بعد المسجد النبوي.

بُني المسجد في عهد الرسول صلى الله وعليه وسلم، في السنة السابعة للهجرة على يد قبيلة بني عبدالقيس، التي كانت تقطن الأحساء في عصر صدر الإسلام إبّان البعثة النبوية، واعتنقوا الإسلام طوعاً بعد لقائهم بالنبي عليه السلام في المدينة المنورة. وقد أثنى عليهم النبي بقوله: «أكرموا إخوانكم فإنهم أشبه الناس بكم أسلموا طوعاً لا كرهاً».


وشَهِد المسجد أعظم أحداث التاريخ الإسلامي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما اعتصم المسلمون الذين ثبتوا على دينهم بحصن جواثا داخل أسوار المسجد حين حاصرهم المرتدون في عام 14هـ 635م، وقد استنجدوا بخليفة رسول الله أبي بكر الصديق، فأرسل لهم أبوبكر الصديق جيشًاً يقوده العلاء بن الحضرمي وقضى على الفتنة. ويعود أصل اسم جواثا من جأث الرجل إذا فزع، فكأنهم سموه بذلك عندما كانوا يرجعون إلى المسجد عند الفزع وهذا يؤيده وجود حصن بالموقع.

ويتكون مسجد جواثا من بيتٍ للصلاة يحتوي على 3 أروقة موازية لجدار القبلة، ويتوسط مدخل المسجد رواق المدخل، كما أنه يحتوي على جُصَّة للتمور، وغرفة تستخدم كمستودع، و3 أبراج دائرية موضوعة على أركان المسجد الخارجية. وتبلغ مساحة المسجد نحو 206.5م، ويتسع لأكثر من 170 مصلياً. ويتميز تكوينه بطراز معماري فريد، فقد تم بناؤه من الحجر ومونة الطين، وسقفه من خشب الصندل.

وخضع المسجد للعديد من أعمال الترميم على مر العصور، وقامت وزارة السياحة بترميمه عدة مرات، كان آخرها في عام 2017، عندما تم تأثيثه وترميمه بالكامل بمواد طينية مماثلة للمواد المستخدمة في بنائه الأولي، وتمت إنارته وفرشه بشكل كامل؛ ليصبح مقصداً للكثير من السياح والباحثين، نظراً لأنه يحمل ثقلاً تاريخياً وإرثاً حضارياً وثقافياً.